رواية مغرقة بالمعاني والأحلام والرموز والمغامرة، تحملك على بساط في رحاب واحات الصحراء و أهرامات مصر تارة، وتسموا بك إلى سماء الحكمة والمعرفة تارة أخرى، أبدع الكاتب باولو كويلو في هذه الرائعة فقد وصفها البعض بالتحفة الرمزية، والتي تنص على عدم تجنب مصائرنا واختيار الطريق السهل، وتحث على متابعة أحلامنا في هذه الحياة، لأن إيجاد هدفنا ومهمتنا في هذه الحياة سيمكننا من إيجاد الله عز وجل، وإن وجدنا الله فسنجد السعادة المطلقة والهدف النهائي لخلقنا.
.
الرواية تحكي قصة سنتياغو، وهو صبي شجاع لديه حلم ويسعى لتحقيقه، والمتمثل في كنز مدفون قرب أهرامات مصر، عندما عزم الرحيل نصحه والده ” سافر حتى ترى أن قلعتنا هي الأعظم و أن نسائنا هن الأجمل “، في رحلته يرى سنتياغو عظمة العالم، ويلتقي بجميع أنواع الناس كالملوك والمشعوذين، وتقع له أحداث كثيرة، كل واحدة منها تعتبر كعقبة تمنعه من إكمال رحلته، لكنه دائما ما يجد وسيلة لتجاوز ذالك، في نهاية الرواية يكتشف أن ‘ الكنز يوجد حيث ينتمي قلبك ‘، وأن الكنز كان الرحلة نفسها، والإكتشافات التي قام بها، والحكمة التي اكتسبها.
.
الخميائي رواية مثيرة تنفجر بالمعاني الإيجابية، فهي تلك النوع من الروايات التي تخبرك بأن كل شيئ ممكن طالما كانت كل خلية فيك تريد ذالك حقا، فالخميائي بنفسه يقول لسنتياغو” إذا أردت شيئا فإن الكون كله يتآمر لمساعدتك على تحقيقه ” هذا هو جوهر فلسفة الرواية، و أليس صحيحا أن البشرية جمعاء تريد تصديق قول الملك عندما قال أن أكبر كذبة في العالم هي أننا عند نقطة معينة نفقد القدرة على التحكم بحياتنا، ويصبح ذالك لعبة في يد القدر، ربما هذا هو سر نجاح هذه الرواية حيث تقول لعامة الناس ما يريدون سماعه أو بالأحرى مايتمنونه.
.
اقتباسات :
.
لماذا علينا أن نصغي إلى قلوبنا ؟ – لأنه حيث يكون قلبك يكون كنزك. – قلبي خائن ـ قال الشاب للخيميائي ـ إنه لا يريد لي أن أتابع طريقي.
أجاب الخيميائي:
– هذا جيّد، فهذا برهان على أن قلبك يحيا، وإنه لشيء طبيعي أن تخاف مبادلة كل مانجحت في الحصول عليه من قبل مقابل حلم. – إذن لماذا عليّ أن أصغي إلى قلبي؟ – لأنك لن تتوصل أبداً إلى إسكاته، حتى لو تظاهرت بعدم سماع ما يقوله لك، سيبقى هنا في صدرك، ولن ينقطع عن ترديد مايفكّر به حول الحياة والكون. – حتى وهو خائن. – الخيانة هي الضربة التي لاتتوقعها، وإن كنتَ تعرف قلبك جيّداً، فإنه لن يستطيع مباغتتك على حين غرّة، لأنك ستعرف أحلامه، ورغباته وستعرف كيف تتحسب لها، لا أحد يستطيع التنكّر لقلبه، ولهذا يكون من الأفضل سماع مايقول كي لايوجه لك ضربة لم تكن تتوقعها أبداً”