Description
تعود الرواية فى جزئها الأول، حسب قراءة أنطوان جوكى، إلى أربعينيات القرن الماضى، حيث يسرد بن جلون، على لسان حكواتى حكيم، قصة أمير وهو تاجر فاسى متيسّر يسافر كل عام إلى السنغال لشراء ما تحتاجه تجارته من بضائع، ومثل الكثير من مواطنيه الذين كان يجبرهم عملهم على الاستقرار فترات طويلة فى إحدى الدول الأفريقية، لن يلبث هذا الرجل المتأهّل أن يلجأ إلى زواج المتعة خلال إقاماته المتكررة فى داكار، فيعقد قرانه فى كل مرة بشابة سنغالية جميلة تدعى نابو.
زواج كانت تعلم به زوجته الفاسية وتغضّ الطرف عنه، مثل معظم النساء اللواتى كنّ فى حالتها، لتفضيلها إياه على معاشرة زوجها بنات الهوى، ولكن ثمة حدوداً لهذا التسامح لن يلبث أمير أن يتجاوزها بوقوعه فى حب نابو واقتراحه عليها المجىء إلى فاس للعيش معه كزوجته الثانية، فتنقلب حياته رأساً على عقب، ومعها حياة نابو.
ومن أجواء الرواية نقرأ: كان فى مدينة فاس، ذات مرة، حكواتى لا يشبه أحدًا، هكذا تبدأ هذه الرواية، كأنها حكاية، حكاية يرويها لنا الحكواتى الحكيم جحا: “هذا المساء سأقص عليكم حكاية حب، حب جارف ومستحيل عاشته شخصياته حتى آخر رمق. لكن كما سترون، خلف حكاية الحب الأعجوبة تلك، يوجد الكثير من الكراهية والاحتقار، الكثير من الشرّ والقسوة. شىء عادى، هكذا الإنسان. أردتُ أن تكونوا على علم بذلك حتى لا تصيبكم الدهشة.
زواج المتعة كما يدل العنوان ليس محور الرواية، لو لم يعقد اللون الأبيض مصيره على اللون الأسود ومعاً يقترفان توأمين، حسين الأبيض كبشرة والده، وحسن الأسود كأمّه. فهل سينجو الولد الأسود من براثن العنصريّة الفتّاكة فى فاس؟ جريمة حسن حملها على كامل جسده. كان أسود وعقابه أنه ولد هكذا، لا بسبب خطأ ولا بسبب عاهة. يسأل الراوى فى نهاية القصّة: “كم يلزم الانسانية المصابة بداء العنصرية من الوقت كى تسأل ذاتها لماذا يحدد لون البشرة مصير البشر؟ هذه البشرة التى ترتقى بالبعض وتنزل بالبعض الآخر إلى الجحيم؟