Description
وقد بدأت الأنثروبولوجيا الاقتصادية في القرن التاسع عشر على أنها العلم المختص بدراسة السلوك الاقتصادي للإنسان البدائي، ثم تطور هذا العلم في القرن العشرين، ليربط مكتشفات النيوكلاسيكية الاقتصادية بنتائج دراسة المجتمعات البدائية، وبدراسة فلاحي العالم والقبائل أيضًا.
يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة “ترجمان” التي تشرف عليها وحدة ترجمة الكتب في المركزن ويضم تسعة فصول، يمثِّل الفصل الأول منها “مدخل: الأنثروبولوجيا الاقتصادية” خريطةً للكتاب وتعريفًا بالمنهج المستعمل فيه. أمَّا الفصل الثاني “الاقتصاد من العالم القديم إلى عصر الإنترنت”، فيجري فيه تتبُّع لتاريخ فكرة الاقتصاد من جذورها، في حوض البحر الأبيض المتوسط القديم، إلى العالم المعاصر الذي تجري فيه نسبة كبيرة من المعاملات الاقتصادية عبر الإنترنت.
ويتناول الفصل الثالث “صعود علم الاقتصاد الحديث والأنثروبولوجيا” قصة الأنثروبولوجيا الاقتصادية منذ سبعينيات القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الثانية؛ وهي أعوام تركيز الثورة البيروقراطية السلطةَ في أيدي الدول القوية واحتكار الشركات، وفي هذه المرحلة لم يكن لعلم الاقتصاد ولا للأنثروبولوجيا كثير من التأثير العامّ. ويتناول الفصل الرابع “عصر الأنثروبولوجيا الاقتصادية الذهبي” المرحلة الثانية من تطور الأنثروبولوجيا الاقتصادية بوصفها عِلمًا مستقلًّا؛ وهي مرحلة الخمسينيات والستينيات التي كانت فيها الحرب الباردة في أوجها، والمرحلة التي شهدت صعود عِلم الاقتصاد إلى المكانة المهمّة التي يحظى بها اليوم، وقد حافظ علماء الأنثروبولوجيا الاقتصادية في هذه المرحلة على نقاشٍ حيويٍّ في ما بينهم.
أمَّا الفصل الخامس “ما بعد السجال الشكلاني – الجوهراني”، فهو يُعنى بالتيارات الرئيسة في العقود التالية، عندما تبارت عدَّة مقاربات نظرية من أجل النفوذ، في ميدان زاد انقسامه على انقسام التيار