Description
في تواريخ الأمم لحظات حازبة،تختلط فيها مشاعر اليأس والرجاء، وتتداخل فيها عوامل الإحباط ودواعي العزيمة، فينبري ثلة من أبنائها لرسم السبيل واقتحام الصعاب ومقارعة الشدائد .. كادت ابروسيا أن تغور فتصبح نسيا منسيا وقد هزمها نابليون وجنوده سنة 1812 فأرسل الفيلسوف الألماني فيخته صرخته : “فقدنا كل شيء،ولم يبق لنا إلا التربية،” ونهضت ابروسيا من كبوتها بفضل استحثاث فيخته لهمم أبنائها، فابعث جيل جديد هزم فرنسا سنة 1870 وثأر لبروسيا, ورأت فرنسا بعدها ألا مندوحة من أن تعيد النظر في منظومتها التربوية بعد إذ دحرت سنة 1870. وكان اليابان غائرا في السبات حين تهدده الغرب بتكنولوجياه ومعارفه يوم رسا البحار الأمريكي كومودور بيري في مرفإ كيوتو، حينها أيقن حكام اليابان ألا مندوحة بالأخد بأساليب التحديث عن طريق التربية أساسا.