Availability: In Stock

لماذا لاتذهب الخراف إلى الطبيب؟

د.م. 289,00

الجواب: لأنها في الغالب تشفى وحدها ولا تحتاج لتناول العقاقير.. فجميع المخلوقات مزودة بجهاز مناعة – وآليات هدم وبناء – تقاوم الأمراض وتصلح الأعطاب بدون الحاجة لتدخل الطبيب.. وهذه ليست دعوة لتجاهل نصائح الأطباء – أو إهمال أي دواء –

Description

للكاتب فهد الأحمدي ، نجاة الأحمدي

الجواب: لأنها في الغالب تشفى وحدها ولا تحتاج لتناول العقاقير.. فجميع المخلوقات مزودة بجهاز مناعة – وآليات هدم وبناء – تقاوم الأمراض وتصلح الأعطاب بدون الحاجة لتدخل الطبيب.. وهذه ليست دعوة لتجاهل نصائح الأطباء – أو إهمال أي دواء – ولكنها تذكير بأن أجسادنا تملك قدرات ذاتية على علاج نفسها بنفسها (رغم أنه يجير غالباً لصالح الأطباء وشركات الأدوية)!!

فحين يشفى أحدنا من مرض معين فهناك أربعة احتمالات رئيسية لهذا الشفاء:

  • الأول أنه حدث بفضل الأدوية التي أخذناها.
  • والثاني أن جهازنا المناعي تغلب وحده على مسببات المرض.
  • والثالث بسبب التأثير النفسي الفعلي لتدخل الطبيب وتناول العقاقير (وهو ما يسمى “بلاسيبو” ويشكل تقريباً ثلث حالات الشفاء).
  • أما الرابع (والغالب) فهو اختلاط العناصر السابقة بنسب تتفاوت بين شخص وآخر..

ما دعاني اليوم لفتح هذا الموضوع هو أزمة (أو لنقل فضيحة) تفجرت في بريطانيا ضد شركات الأدوية. فقبل فترة بسيطة أجرت صحيفة الاندبندنت لقاء مع عالم مشهور في مجال الصيدلة (يدعى ألن روزز) اعترف فيه بأن معظم الأدوية التي تنتجها الشركات الكبرى غير فعّالة بشكل كامل أو جزئي.. وخطورة هذا التصريح تأتي من حقيقة أن الدكتور ألن ساهم شخصياً في اكتشاف عقاقير مهمة ووصل إلى منصب نائب رئيس شركة جلاسكو للأدوية (التي تعد من أكبر خمس شركات في العالم).. وخلال اللقاء ضرب مثلاً بعقاقير الزهايمر التي تنتجها الشركة ولا تفيد سوى واحد من كل ثلاثة مرضى، وأدوية السرطان والايدز التي لا تنفع إلا رُبع المرضى، وأدوية الصداع النصفي والتهاب المفاصل والتهابات الأذن – ومعظم المضادات الحيوية – التي لا تفيد سوى نصف المرضى..

وقال الدكتور ألن أن السبب الأول والأهم يعود إلى اختلاف المورثات بين البشر – وحقيقة أنها تتداخل لدى البعض بطريقة تقلل أو تلغي فعالية بعض الأدوية.. وحين سألته الصحيفة عن سر النجاحات الكبيرة التي يتم بموجبها “ترخيص” معظم الأدوية الجديدة (!؟) قال الدكتور ألن: إن الشركات المنتجة غالباً ما تجري اختباراتها على متطوعين لديهم أصلاً قابلية على إظهار نتائج إيجابية كبيرة للعقاقير الجديدة (سواء من الناحية الوراثية أو الجسدية أو من حيث العمر ومرحلة المرض)!!

وهذا الاعتراف قد لا يكون جديداً على الأوساط العاملة في صناعة الأدوية؛ ولكنه يشكل صدمة حقيقية للمرضى وعامة الناس ممن يشترون أدوية مكلفة – ولكنها غير فعّالة!! ومما يساهم في تعتيم الصورة أكثر (ويصعّب اكتشاف الحقيقة حتى على المرضى أنفسهم) أنهم كثيراً ما يصلون لمرحلة الشفاء ليس بسبب العقار ذاته بل بسبب التأثير النفسي أو تغلب جهازهم المناعي على المرض.. والأسوأ من هذا وذاك أن معظم شركات الأدوية تحجم عن تصنيع عقاقير فعالة بسبب ضعف السوق أو قلة الاستهلاك (نتيجة لندرة المرض نفسه).. وفي المقابل تتزاحم على إنتاج أدوية وعقاقير لأمراض بسيطة وغير خطيرة ولكنها تتمتع بسوق كبيرة (مثل الزكام الذي لم يكتشف له علاج حتى الآن؛ ومع هذا يوجد له أكثر من 637عقاراً حول العالم!!).

.. أيها السادة:

بالتأكيد لسنا خرافاً.. ولكن شركات الأدوية تعاملنا كذلك!!