Availability: In Stock

أنثروبولوجيا الشفاء

SKU: 9789920627894

د.م. 249,00

صدر عن “المركز الثقافي للكتاب” مؤلف للأنثروبولوجي المغربي يونس الوكيلي، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط بعنوان “أنثروبولوجيا الشفاء:

Description

صدر عن “المركز الثقافي للكتاب” مؤلف للأنثروبولوجي المغربي يونس الوكيلي، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط بعنوان “أنثروبولوجيا الشفاء: الرقية الشرعية وصراع أنماط التدين” في 372 صفحة. وهو المؤلف الأول من نوعه الذي يدرس هذه الظاهرة، التي برزت في العالم العربي، من مختلف جوانبها في العقود الثلاثة الأخيرة. يدرس الكتاب ظاهرة الرُّقية الشَّرعيَّة بوصفها ممارسة دينيَّة – علاجيَّة بالمغرب؛ مرتكِزاً على الأنثروبولوجيا الطِّبِّيَّة الَّتي تتناول موضوعاتها باعتبارها تنتظم في سياق ثقافيٍّ ورمزيٍّ. وظهرت هذه الممارسة في تسعينيات القرن الماضي على إثر انتشار مظاهر التَّديُّن السَّلفيِّ الوهابيِّ في المجتمع المغربيِّ، كما في باقي البلدان العربيَّة والإسلاميَّة وعدد من البلدان الغربيَّة، ويتميَّز هذا النَّمط من التَّديُّن بمشروعه السَّاعي إلى تقويض نمط الإسلام المحليِّ الشَّائع بين النَّاس. لذلك؛ خاض التَّديُّن الوهابيُّ صراعاً وجوديَّاً ضدَّ الممارسات العلاجيَّة الشَّعبيَّة، واصفاً إيَّاها بـ«الشِّرك» و«الضَّلال» و«الشَّعوذة» وغيرها من النُّعوت المتجسِّدة في زيارة الأولياء والأضرحة والمزارات؛ لغاية العلاج من أمراض متنوِّعة، من بينها تلك الأمراض الَّتي يعتقدون صلتها بالجنِّ. من هنا؛ انبرى ذاك التَّديُّن في إطار تصوُّره «التَّصحيحيِّ» للدِّين لتقديم الرُّقية الشَّرعيَّة بديلاً عن أيِّ شكلٍ من أشكال الممارسات العلاجيَّة المحلِّيَّة. ويعتبر المؤلف الرُّقية الشَّرعيَّة ظاهرةً جديدة في شكلها ومضمونها واشتغاليَّتها، تتميَّز عن الرُّقية التَّقليديَّة السَّائدة من قبلُ في المجتمع المغربيِّ، وفي تصوُّره نتجت هذه الرُّقية الشَّرعيَّة عن التَّحوُّلات الدِّينيَّة الَّتي عرفها المجتمع المغربيُّ منذ الثَّمانينيات من القرن الماضي، المتَّسمة بشيوع التَّديُّن السَّلفيِّ الوهابيِّ القادم من المشرق العربيِّ بمشروعٍ دينيٍّ تطهُّريٍّ يسعى إلى الانتشار الاجتماعيِّ في المجال الحضريِّ، والتَّجذُّر في معتقدات وممارسات المغاربة، فكانت الرُّقية الشَّرعيَّة إحدى الوسائل الَّتي استخدمتها السَّلفيَّة الوهابيَّة لتحقيق هذه الغاية. ولا يعني القول بأنَّ السَّلفيَّة الوهابيَّة هي الحامل الإيديولوجيُّ للرُّقية الشَّرعية ضدّاً على الممارسات العلاجيَّة الشَّعبية؛ أنَّ السَّلفيَّة الإصلاحيَّة المغربيَّة باعتبارها الإسلام العالمِ منذ بداية القرن العشرين تجاهلت الممارسات الشَّعبيَّة السَّائدة في الأولياء والأضرحة، بل عمِلت على ازدرائها؛ باعتبارها إحدى مظاهر الطَّرقيَّة كما نجد ذلك عند أبي شعيب الدَّكَّالي ومحمد بن العربي العلويِّ وعلال الفاسيِّ، وغيرهم. بل لقد كانت هناك أصوات فرديَّة دعت إلى محاربة تلك الممارسات، مثل تقيِّ الدِّين الهلاليِّ المعروف بكونه شيخ الوهابيَّة بالمغرب، لكنْ كلُّ ذلك لم يأخذ الشَّكلَ الَّذي اتَّخذته منذ العقدين الأخيرين في إطار ممارستها في مراكز متخصصِّة للرُّقية الشَّرعية كما يبيِّن الكتاب. وللدفاع عن هذا الطرح، جاء الكتاب مكونا من تمهيد وسبعة فصول وخلاصات. يتناول التَّمهيد سياسةَ البحث المتَّبعة في هذا الكتاب من إشكال ودراسات سابقة، ومنهج وأساليب جمع البيانات وميدان البحث. ويتطرَّق الفصل الأوَّل إلى مفهومَي السَّلفيَّة الوهابيَّة والرُّقية الشَّرعيَّة، ووجه الصِّلة بينهما. ويوضح الفصل الثَّاني كيف أضحت الرُّقية الشَّرعيَّة مهنةً في المجال العامِّ ونظام اشتغال مراكزها، وتصوُّر الرُّقاةِ لأنفسِهم كهويَّة مهنيَّة، وكَطرقٍ للتَّواصل والتَّشبيك. وفي الفصل الثَّالث؛ يُسلِّط الكتاب الضَّوء على صناعة الرَّاقي الشَّرعيِّ في هويَّته ودوافعه ومؤهِّلاته، وهو تتميمٌ للفصل السَّابق. وينتقل في الفصل الرَّابع إلى المرضِ في تصوُّر الرَّاقي الشَّرعيِّ من حيثُ أسبابه وتصنيفاتُه. ويناقش الفصلُ الخامس عمليَّة العلاج في شموليَّتِها؛ ابتداءً من التَّشخيص وضروبه، فالعلاج في حصَّة الرُّقية الشَّرعيَّة وطقوسها، أو مَا سمَّيناه الاستراتيجيَّات والتَّكتيكات، ويُختم هذا الفصل بتأويل طقوس هذا العلاج في رهاناته الدِّينيَّة في معناها الإيديولوجيِّ، والسِّياسيَّة في معناها الرَّمزيِّ، وفي الفصل السَّادس؛ يتناول الكتاب النَّباتات الَّتي يوصي الرُّقاة بها في وصَفاتهم، والتَّأثيرات الَّتي يعتقدون حصولَها، دون إغفالِ الحجامة واستعمالاتها. ويمتدُّ طموح الفصل السَّابع لفهم المريضِ الوافد على الرُّقية الشَّرعيَّة؛ ليبيِّنَ أشكال تضرُّرِه مِن السِّحر وطريق اكتشافه، ثمَّ سبل التَّخلُّص منه. وأخيراً؛ يُختتم الكتاب بخلاصاتٍ تُمثِّل جماع أفكار الكتاب، ومناقشاً امتداداتها من حيث أليات الوجود والاستمرار ومعنى الرُّقية الشَّرعيَّة بوصفها صراعاً لأنماط التَّديُّن، ثمَّ أثر ممارستها على الصِّحَّة العامَّة. يتميز هذا العمل بابتعاده عن الدراسات الأفقية التي تتوخى دراسة التدين في كل تجلياته، ويحاول تأسيس منظور يهتم بدراسة الطقوس الدينية الجزئية في إطار نسقها الثقافي، وأثرها على التحولات الدينية. وهذا ما يقود إلى التفكير في الظاهرة الدينية في تعقدها الاجتماعي انطلاقا من الوحدات الصغرى للمجتمع التي تفصح عن مدياتها ورهاناتها الكبرى كما يبين هذا الكتاب من خلال نموذج الرقية الشرعية. إنه الانطلاق من ممارسة اجتماعيَّة تبدو جزئيَّةً للغاية في سؤال التَّطبيب والتَّديُّن ووصلها بالانشغالات الكبرى للعصر. فبقدرِ مَا انشغل المؤلف بفهمِ صراع أنماط التَّديُّن على الصَّعيد الماكرو سوسيولوجيِّ والبين- قُطريِّ، فبقدرِ مَا انشغل بتجسُّد هذا الصِّراع على الصَّعيد الميكرو- سوسيولوجيِّ في المدينة والحيِّ، وعلى الجسد.

Informations complémentaires

All Authors

يونس الوكيلي

Pages

372

Année de publication

2021