Availability: In Stock
آنا كارنينا 2/1
د.م. 517,00
للكاتب ليو تولستوي
نشرت “أنا كارنينا” كسلسلة في الفترة الممتدة بين أعوام 1773-1877 حيث أثارت لغطا شديدا في الأوساط الثقافية. نشرت هذه الرواية في أعقاب رائعة “تولستوي” “الحرب والسلام” أعوام (1863-1869), حيث رسخت مكانته كواحد من أهم كتاب القرن التاسع عشر. في هذه الرواية يتناول “تولستوي” التحولات الجذرية التي شهدها المجتمع الروسي, حيث يتناول قضية الأرض التي تعرف أيضا بـ”قضية الفلاح” والتي مثلث مسألة سياسية كبيرة في “روسيا” في الوقت الذي تدور فيه أحداث “أنا كارنينا”.
في نفس الوقت, كانت “روسيا” تجتاز على مضض عملية تحديث، حيث استمدت التغيرات التي شهدها المجتمع الروسي أصولها من التغيرات التي حدثت في أوروبا التي ظهرت بها مفاهيم جديدة مثل الديمقراطية واللبرالية، وقد بدأت تزحف هي والتغيرات الاجتماعية التي صحبت المبتكرات الصناعية إلى “روسيا” خلال الفترة الممتدة بين منتصف السبعينات من القرن التاسع عشر حتى أواخر القرن العشرين. بينما تناول الكثير من المفكرين وأعضاء المجتمع هذه الظاهرة من منظور إيجابي، فإن آخرين مثل “تولستوي” فزعوا من المظاهر السلبية للتقدم الغربي، مثل ظهور الرأسمالية وتفسخ العلاقات الإنسانية وتدهورها وعدم ارتباط الناس بالأرض.
قد تم التعبير عن مخاوف “تولستوي” فيما يلي: ليس كل المبتكرات الغربية تناسب أو يمكن أن تكون ذات فاعلية في “روسيا”. ومن مشاهد رواية “أنا كارنينا” التي يؤكد فيها “تولستوي” هذا المبدأ، ذلك المشهد الذي يحاول فيه “لفين” أن يطبق نظرية زراعية جديدة على مزرعته، لكن ذلك يقابل بمعارضة الفلاحين أنفسهم، حيث كان لهذا المشهد مدلوله الواقعي.
إن كمَّا كبيرا من البناء الروحاني في “أنَّا كارنينا” مستمد من حياة “تولستوي” الشخصية، حيث اجتاز “تولستوي” الكثير من الأزمات الدينية خلال حياته، لإيجاد الوازع الديني الذي يتصدى لعداوة وبغضاء الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. على الرغم من أن الموقف النقدي من رواية “أنَّا كارنينا” كان كبيرا، وكان العامة ترتعد أوصالهم لقوة ما يقصه “تولستوي” وينشره، لكن “تولستوي” نفسه لم يكن راضيا عن الرواية، وبعد انخراط “تولستوي” في كتابة الكتابات التعليمية يكون قد ابتعد كثيرا عن كتابة الروايات حقا، وباستثناء قصته القصيرة الرائعة “موت إيفان إليتش” ورواية “البعث” لم يكتب “تولستوي” عملا رائعا مثل “أنًّا كارنينا” بعدها.
49 en stock