Description
بطلة هذه الرواية ماريانا هي الساردة الوحيدة، والشاهدة التي شاركت في الوقائع والحوادث التي وقعت، أو جرت لها، أو لأي من الشخوص من مثل: إيفون وهي الأم التي رعتها في الميتم ببيروت، إذ إن ماريانا نشأت لا تعرف لها أما، ولا أبا، غير تلك السيدة التي تسميها أمي، ولا تعرف لها من الإخوة غير هاجر، وسالي، ومَلَك، وكلهنّ من رفيقات المنشأ الذي يعطف على أبناء الحرام، وبناته. والكاهن الأب جرمان الذي رسمت له الساردة صورة منفرة؛ فهو كاهن متدين أمام الناس، وفاسق في الحقيقة، والواقع، يمارس اللواط، وقد ضبطته ماريانا متلبسًا مع راوول الصغير، وعندما نهرته فاجأها قائلا: أفضّل الصبيان. كانَ قفاه لذيذًا
ومن شخوص الرواية رياض. وهذا هو الشخص الذي أحبته ماريانا بصدق، وعرفت في حبه الكثير من السعادة التي يحلم بها العُشاق، ويتطّلع إليها المحبون. لكنّ رياضًا- مثلما يتراءى لنا من المتواليات السردية- لم يكن صادقا في حبه، ولا وفيا، فعائلته تريده أن يكون أبا ذا أسرة، ولكنها لا يمكن أن توافق على أن يكون أبناؤه من سيدةٍ نشأت في ميْتم؛ فهذا شيءٌ لا يتنافى مع التقاليد والعادات فحسب، ولكنه أيضا يمسُّ ما يعتزون به من نسَبٍ وحسب، لذا يقرِّر الزواج بأخرى، ثم بعد أن يُنْجب منها أولادهُ يطلقها، ويعود للزواج بماريانا. وهذا بالطبع ما لا ينْطلي عليها، فهي ليست من السذاجة بحيث تصدق كلاما كهذا. رياض إذن يخون، ولا يفي بعهود الحب، ويختفي من حياتها، لكنها تظل دائبة الحنين، والتوق لاستعادته